بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ...السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَة ٌاللهِ وَبَرَكَاتُهُ
لماذا لا نحتفل بمولد رسول الله - -؟
الحمد لله الذي أكمل لنا الدين، فليس لأحد أن يزيد فيه ما ليس منه، وأصلي وأسلم على نبينا محمد بلغ البلاغ المبين، ونصح أمته, وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك, أرسله الله ليطاع ويتبع, لا ليزاد في شرعه ويبتدع وبعد:-
فمع دخول شهر ربيع الأول من كل عام يتكرر هذا السؤال: " لماذا لا نحتفل بمولد النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -"، ويكثر السؤال مع قيام بعض الفضائيات بإحياء هذه الاحتفالات لتجمع بين عرض الشبهات والشهوات.
وقبل الإجابة على هذا السؤال يحسن بنا ذكر بعض الثوابت والأصول المهمة التي يجب أن يعملها المسلم:-
1- وجوب محبة النبي - - فلا يصح إسلام المرء حتى يحبه، ولا يكمل إيمانه حتى يكون - - أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين، بل حتى يكون أحب إليه من نفسه.
2- المحب الصادق للنبي - - هو الذي يمتثل أوامره, ويجتنب نواهيه, ويتأدب بآدابه, ويتخلق بأخلاقه, إذ أن من لوازم المحبة الطاعة والاتباع للنبي - - قال - تعالى-: (( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول))، وقال - سبحانه (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً ))، وقد قيل:-
لو كان حبك صادقاً لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع
3- أن الله - سبحانه - قد أكمل لنا الدين ببعثة سيد المرسلين، فلم يترك لأحد أن يزيد فيه ما ليس منه، قال - تعالى-: (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً )).
4- أن أي عمل يقصد به التقرب إلى الله - سبحانه - لا يقبل إلا بشرطين هما: الإخلاص لله - تعالى-، والمتابعة لرسوله - - قال - تعالى-: (( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً)).
5- كل عبادة لم يتعبدها رسول الله - - ولا أصحابه فهي بدعة محدثة مردودة على صاحبها قال - -: ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) متفق عليه، وعن العرباض بن سارية - رضي الله عنه - أن النبي - - قال: ( إنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً, فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ, وإياكم ومحدثات الأمور, فإن كل بدعة ضلالة ) أخرجه أحمد والترمذي وقال حسن صحيح، وعن حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - قال: " كل عبادة لم يتعبدها أصحاب النبي - - فلا تتعبدوها ).
إذا عرفت ما سبق فاشرح صدرك لما يلي:
1- الاحتفال بالمولد ليس له أساس من الدين، فلم يفعله الرسول - - وهو أفضل الأنبياء وخاتمهم، وأكملهم بلاغاً ونصحاً، ولا خلفاؤه ولا بقية الصحابة - رضى الله عنهم -، وهم أعظم الخلق محبة لرسول الله - -، وأعلم الناس بالسنة, ولا تابعوهم ولا من تبعهم بإحسان، ولا أحد من أهل القرون الثلاثة المفضلة، ولو كان خيراً لسبقونا إليه، ولما تركوه مع قيام المقتضي، وعدم المانع، فمن ترك الاحتفال تعبداً لله فقدوته رسول الله - -، وخلفاؤه والصحابة - رضي الله عنهم -، والتابعون ومن تبعهم بإحسان.
2- أول من أحدث المولد هم الرافضة العُبيديون الذين حكموا مصر من ( 357هـ إلى 567هـ ) في القرن الرابع الهجري، والذين يقول عنهم ابن كثير - رحمه الله - في البداية والنهاية: " كفار فساق، فجار ملحدون، زنادقة معطلون، وللإسلام جاحدون، ولمذهب المجوسية والثنوية معتقدون، عطلوا الحدود، وأباحوا الفروج، وأحلوا الخمر، وسفكوا الدماء، وسبوا الأنبياء، ولعنوا السلف، وادعوا الربوبية ) اهـ. ومن كانت هذه صفته حتماً لم يُحدث المولد محبة لرسول الله - - بل لغرض آخر خفي، ثم ماتت هذه البدعة بعد أن طهر الله مصر على يد الملك الناصر صلاح الدين الأيوبي - رحمه الله -, ثم ظهرت في القرن السابع أظهرها الملك المظفر أبو سعيد الكوكبوري ملك إربل (انظر البداية والنهاية ج 13 ـ 137) وكان يعمل لذلك سماعاً ورقصاً من الظهر إلى الفجر، ويمد سماطاً عظيماً فيه أصناف الأطعمة والحلوى، فمن احتفل فهؤلاء قدوته.
3- الاحتفال بالمولد مشابهة للنصارى في احتفالهم بمولد المسيح عيسى بن مريم - عليه السلام -، وقد نهينا عن التشبه بهم، وفي الحديث ( من تشبه بقوم فهو منهم ) أخرجه احمد وأبو داود.
4- الاحتفال بالمولد رد لقول الله - تعالى-: (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )) إذ يفهم منه أن الله - سبحانه - لم يكمل لهذه الأمة الدين، وأن الرسول - - لم يبلغ البلاغ المبين حتى جاء هؤلاء المتأخرون في القرن الرابع والسابع، فأحدثوا في شرع الله ما لم يأذن به الله، زاعمين أن ذلك مما يقربهم إلى الله، وكفى بذلك طعناً في دين الله، واعتراضاً على الله، وقدحاً في الشرع.
5- هذه الاحتفالات مع كونها بدعة فهي تشتمل غالباً على كثير من المنكرات التي تختلف من عصر إلى عصر، ومن بلد إلى بلد، كاختلاط النساء بالرجال، واستعمال الأغاني والمعازف، وشرب الدخان، والرقص وإسراف الأموال، مع ما فيها من الغلو في رسول الله - -, وطلب المدد منه والاستعانة به مما لا ينبغي إلا لله - تعالى-، واعتقاد بعضهم أنه يعلم الغيب، وأنه يحضر بنفسه مثل هذه الاحتفال، ولهذا يقومون له محيين ومرحبين، وهذا من أعظم الباطل، وأقبح الجهل، مع إنشاد الأشعار الشركية كقصيدة البردة للبوصيري، والتي يقول فيها مخاطباً النبي - -:
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمم
فإن من جودك الدنيا وضرتهــــــا ومن علـــومك علم اللوح والقلم
6- الاحتفال بالمولد ليس له أساس من التاريخ، فإن المؤرخين قد اختلفوا في يوم ولادته - - على أقوال هي أيام: ( 2، 8، 9، 10، 12، 17، 22 ) من شهر ربيع الأول، فهذه سبعة أقوال لا مرجح لأحدها على الآخر، ومن رجح فعليه الدليل، مع أن علماء الفلك يذكرون أن يوم الاثنين شهر ربيع الأول سنة مولده - - صادف أيام ( 2، 9، 16، 23 )، وإذا كان النبي - - ولد يوم الاثنين قطعاً فلا يمكن أن يكون ولد يوم الثاني عشر، ولذا رجح بعض المحققين أن نبينا - - ولد يوم الاثنين التاسع من شهر ربيع الأول ( انظر الرحيق المختوم )، وهذا الاختلاف الكبير في مولده - - دليل على أنه وأصحابه لم يقيموا لليلة المولد وزناً، ولا جعلوا لها ذكراً لأنهم يعلمون أن ذلك ليس من هدي النبي - -.
7- نبينا - - توفي يوم الاثنين 12 ربيع الأول سنة 11هـ، ولو كان الدين بالرأي لكان اتخاذ هذا اليوم مأتماً وحزناً أولى من اتخاذه عيداً واحتفالاً.
8- الاحتفال بالمولد غلو وإطراء للنبي - -، وقد نهانا عن الغلو فيه فقال: ( لا تطروني كما أطرت النصارى بن مريم، إنما أنا عبد فقولوا: عبد الله ورسوله ) أخرجاه عن عمر - رضي الله عنه -.
9- أن الله - سبحانه - يقول: (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ))، وقد رددنا مسألة الاحتفال بالمولد إلى الكتاب فوجدناه يخبرنا أن الدين كامل، ويأمرنا باتباع النبي - -، ورددناه إلى السنة فلم نجد أن النبي - - فعله ولا أصحابه، فعلمنا أنه ليس من الدين بل هو من البدع المحدثة.
10- الأعياد والمواسم الدينية من العبادات، فلا يشرع منها إلا ما شرعه الله - تعالى- ورسوله - -، والله - سبحانه - شرع لنا عيد الفطر والأضحى، وعيد الأسبوع وهو الجمعة، وفيما شرعه الله غنية وكفاية.
11- الاحتفال بالمولد لا يزيد النبي - - شرفاً ولا رفعة، فإن شرفه وفضله في القمة بين البشر أجمعين، فهو سيد الأولين والآخرين، وأكرم الخلق على رب العالمين، فما الثمرة من مثل هذه الاحتفالات؟.
12- كل بدعة تميت سنة, وبدعة الاحتفال بالمولد أماتت سنناً لأن المحتفلين بهذه الموالد يظنون أنهم قد أدوا واجبهم نحو رسول الله - -، فتجدهم بعد ذلك يقعون في المنكرات، ويتركون واجبهم الحقيقي نحو رسول الله - - وهو الطاعة والاتباع, ومن العجائب أن كثيراً من الناس ينشط في حضور هذه الاحتفالات المبتدعة، ويدافع عنها، ويتخلف عما أوجبه الله عليه من حضور الجمع والجماعات، وإذا نظرت في أقواله وأعماله رأيته مخالفاً لشريعة النبي - -، متهاوناً في الصلاة، معروفاً بالمعاصي والآثام.
13- أنكر علماء الإسلام في القديم والحديث بدعة المولد وكتبوا في ذلك, فمن ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في الاقتضاء, والإمام الشاطبي في الاعتصام, وابن الحاج في المدخل, ومن المتأخرين العلامة محمد رشيد رضا, والشيخ محمد بن إبراهيم, والشيخ عبدالعزيز بن باز, والشيخ إسماعيل الأنصاري - رحمهم الله جميعاً - وغيرهم كثير.
وبعد أخي : فلهذا كله لن نحتفل بمولد رسول الله - -، ولا أحسب دينك وعقلك إلا داعيك إلى أن تقول: " لن أحتفل لأن الدين كامل غير ناقص، ولن أحتفل لأن النبي - - وأصحابه - رضي الله عنهم - لم يحتفلوا، ولن أحتفل لأن ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)".
اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل, فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم!!
لماذا لا نحتفل بمولد رسول الله - -؟
الحمد لله الذي أكمل لنا الدين، فليس لأحد أن يزيد فيه ما ليس منه، وأصلي وأسلم على نبينا محمد بلغ البلاغ المبين، ونصح أمته, وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك, أرسله الله ليطاع ويتبع, لا ليزاد في شرعه ويبتدع وبعد:-
فمع دخول شهر ربيع الأول من كل عام يتكرر هذا السؤال: " لماذا لا نحتفل بمولد النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -"، ويكثر السؤال مع قيام بعض الفضائيات بإحياء هذه الاحتفالات لتجمع بين عرض الشبهات والشهوات.
وقبل الإجابة على هذا السؤال يحسن بنا ذكر بعض الثوابت والأصول المهمة التي يجب أن يعملها المسلم:-
1- وجوب محبة النبي - - فلا يصح إسلام المرء حتى يحبه، ولا يكمل إيمانه حتى يكون - - أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين، بل حتى يكون أحب إليه من نفسه.
2- المحب الصادق للنبي - - هو الذي يمتثل أوامره, ويجتنب نواهيه, ويتأدب بآدابه, ويتخلق بأخلاقه, إذ أن من لوازم المحبة الطاعة والاتباع للنبي - - قال - تعالى-: (( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول))، وقال - سبحانه (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً ))، وقد قيل:-
لو كان حبك صادقاً لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع
3- أن الله - سبحانه - قد أكمل لنا الدين ببعثة سيد المرسلين، فلم يترك لأحد أن يزيد فيه ما ليس منه، قال - تعالى-: (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً )).
4- أن أي عمل يقصد به التقرب إلى الله - سبحانه - لا يقبل إلا بشرطين هما: الإخلاص لله - تعالى-، والمتابعة لرسوله - - قال - تعالى-: (( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً)).
5- كل عبادة لم يتعبدها رسول الله - - ولا أصحابه فهي بدعة محدثة مردودة على صاحبها قال - -: ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) متفق عليه، وعن العرباض بن سارية - رضي الله عنه - أن النبي - - قال: ( إنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً, فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ, وإياكم ومحدثات الأمور, فإن كل بدعة ضلالة ) أخرجه أحمد والترمذي وقال حسن صحيح، وعن حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - قال: " كل عبادة لم يتعبدها أصحاب النبي - - فلا تتعبدوها ).
إذا عرفت ما سبق فاشرح صدرك لما يلي:
1- الاحتفال بالمولد ليس له أساس من الدين، فلم يفعله الرسول - - وهو أفضل الأنبياء وخاتمهم، وأكملهم بلاغاً ونصحاً، ولا خلفاؤه ولا بقية الصحابة - رضى الله عنهم -، وهم أعظم الخلق محبة لرسول الله - -، وأعلم الناس بالسنة, ولا تابعوهم ولا من تبعهم بإحسان، ولا أحد من أهل القرون الثلاثة المفضلة، ولو كان خيراً لسبقونا إليه، ولما تركوه مع قيام المقتضي، وعدم المانع، فمن ترك الاحتفال تعبداً لله فقدوته رسول الله - -، وخلفاؤه والصحابة - رضي الله عنهم -، والتابعون ومن تبعهم بإحسان.
2- أول من أحدث المولد هم الرافضة العُبيديون الذين حكموا مصر من ( 357هـ إلى 567هـ ) في القرن الرابع الهجري، والذين يقول عنهم ابن كثير - رحمه الله - في البداية والنهاية: " كفار فساق، فجار ملحدون، زنادقة معطلون، وللإسلام جاحدون، ولمذهب المجوسية والثنوية معتقدون، عطلوا الحدود، وأباحوا الفروج، وأحلوا الخمر، وسفكوا الدماء، وسبوا الأنبياء، ولعنوا السلف، وادعوا الربوبية ) اهـ. ومن كانت هذه صفته حتماً لم يُحدث المولد محبة لرسول الله - - بل لغرض آخر خفي، ثم ماتت هذه البدعة بعد أن طهر الله مصر على يد الملك الناصر صلاح الدين الأيوبي - رحمه الله -, ثم ظهرت في القرن السابع أظهرها الملك المظفر أبو سعيد الكوكبوري ملك إربل (انظر البداية والنهاية ج 13 ـ 137) وكان يعمل لذلك سماعاً ورقصاً من الظهر إلى الفجر، ويمد سماطاً عظيماً فيه أصناف الأطعمة والحلوى، فمن احتفل فهؤلاء قدوته.
3- الاحتفال بالمولد مشابهة للنصارى في احتفالهم بمولد المسيح عيسى بن مريم - عليه السلام -، وقد نهينا عن التشبه بهم، وفي الحديث ( من تشبه بقوم فهو منهم ) أخرجه احمد وأبو داود.
4- الاحتفال بالمولد رد لقول الله - تعالى-: (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )) إذ يفهم منه أن الله - سبحانه - لم يكمل لهذه الأمة الدين، وأن الرسول - - لم يبلغ البلاغ المبين حتى جاء هؤلاء المتأخرون في القرن الرابع والسابع، فأحدثوا في شرع الله ما لم يأذن به الله، زاعمين أن ذلك مما يقربهم إلى الله، وكفى بذلك طعناً في دين الله، واعتراضاً على الله، وقدحاً في الشرع.
5- هذه الاحتفالات مع كونها بدعة فهي تشتمل غالباً على كثير من المنكرات التي تختلف من عصر إلى عصر، ومن بلد إلى بلد، كاختلاط النساء بالرجال، واستعمال الأغاني والمعازف، وشرب الدخان، والرقص وإسراف الأموال، مع ما فيها من الغلو في رسول الله - -, وطلب المدد منه والاستعانة به مما لا ينبغي إلا لله - تعالى-، واعتقاد بعضهم أنه يعلم الغيب، وأنه يحضر بنفسه مثل هذه الاحتفال، ولهذا يقومون له محيين ومرحبين، وهذا من أعظم الباطل، وأقبح الجهل، مع إنشاد الأشعار الشركية كقصيدة البردة للبوصيري، والتي يقول فيها مخاطباً النبي - -:
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمم
فإن من جودك الدنيا وضرتهــــــا ومن علـــومك علم اللوح والقلم
6- الاحتفال بالمولد ليس له أساس من التاريخ، فإن المؤرخين قد اختلفوا في يوم ولادته - - على أقوال هي أيام: ( 2، 8، 9، 10، 12، 17، 22 ) من شهر ربيع الأول، فهذه سبعة أقوال لا مرجح لأحدها على الآخر، ومن رجح فعليه الدليل، مع أن علماء الفلك يذكرون أن يوم الاثنين شهر ربيع الأول سنة مولده - - صادف أيام ( 2، 9، 16، 23 )، وإذا كان النبي - - ولد يوم الاثنين قطعاً فلا يمكن أن يكون ولد يوم الثاني عشر، ولذا رجح بعض المحققين أن نبينا - - ولد يوم الاثنين التاسع من شهر ربيع الأول ( انظر الرحيق المختوم )، وهذا الاختلاف الكبير في مولده - - دليل على أنه وأصحابه لم يقيموا لليلة المولد وزناً، ولا جعلوا لها ذكراً لأنهم يعلمون أن ذلك ليس من هدي النبي - -.
7- نبينا - - توفي يوم الاثنين 12 ربيع الأول سنة 11هـ، ولو كان الدين بالرأي لكان اتخاذ هذا اليوم مأتماً وحزناً أولى من اتخاذه عيداً واحتفالاً.
8- الاحتفال بالمولد غلو وإطراء للنبي - -، وقد نهانا عن الغلو فيه فقال: ( لا تطروني كما أطرت النصارى بن مريم، إنما أنا عبد فقولوا: عبد الله ورسوله ) أخرجاه عن عمر - رضي الله عنه -.
9- أن الله - سبحانه - يقول: (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ))، وقد رددنا مسألة الاحتفال بالمولد إلى الكتاب فوجدناه يخبرنا أن الدين كامل، ويأمرنا باتباع النبي - -، ورددناه إلى السنة فلم نجد أن النبي - - فعله ولا أصحابه، فعلمنا أنه ليس من الدين بل هو من البدع المحدثة.
10- الأعياد والمواسم الدينية من العبادات، فلا يشرع منها إلا ما شرعه الله - تعالى- ورسوله - -، والله - سبحانه - شرع لنا عيد الفطر والأضحى، وعيد الأسبوع وهو الجمعة، وفيما شرعه الله غنية وكفاية.
11- الاحتفال بالمولد لا يزيد النبي - - شرفاً ولا رفعة، فإن شرفه وفضله في القمة بين البشر أجمعين، فهو سيد الأولين والآخرين، وأكرم الخلق على رب العالمين، فما الثمرة من مثل هذه الاحتفالات؟.
12- كل بدعة تميت سنة, وبدعة الاحتفال بالمولد أماتت سنناً لأن المحتفلين بهذه الموالد يظنون أنهم قد أدوا واجبهم نحو رسول الله - -، فتجدهم بعد ذلك يقعون في المنكرات، ويتركون واجبهم الحقيقي نحو رسول الله - - وهو الطاعة والاتباع, ومن العجائب أن كثيراً من الناس ينشط في حضور هذه الاحتفالات المبتدعة، ويدافع عنها، ويتخلف عما أوجبه الله عليه من حضور الجمع والجماعات، وإذا نظرت في أقواله وأعماله رأيته مخالفاً لشريعة النبي - -، متهاوناً في الصلاة، معروفاً بالمعاصي والآثام.
13- أنكر علماء الإسلام في القديم والحديث بدعة المولد وكتبوا في ذلك, فمن ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في الاقتضاء, والإمام الشاطبي في الاعتصام, وابن الحاج في المدخل, ومن المتأخرين العلامة محمد رشيد رضا, والشيخ محمد بن إبراهيم, والشيخ عبدالعزيز بن باز, والشيخ إسماعيل الأنصاري - رحمهم الله جميعاً - وغيرهم كثير.
وبعد أخي : فلهذا كله لن نحتفل بمولد رسول الله - -، ولا أحسب دينك وعقلك إلا داعيك إلى أن تقول: " لن أحتفل لأن الدين كامل غير ناقص، ولن أحتفل لأن النبي - - وأصحابه - رضي الله عنهم - لم يحتفلوا، ولن أحتفل لأن ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)".
اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل, فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم!!
الثلاثاء 14 أبريل 2020, 6:53 am من طرف memo.mms
» الضغط ودكتور محشش
الإثنين 21 سبتمبر 2015, 7:06 pm من طرف alloxlola
» ماعاش في أمل خلاص ؟
الإثنين 21 سبتمبر 2015, 7:05 pm من طرف alloxlola
» the one
الجمعة 04 أبريل 2014, 1:31 am من طرف loveone
» asefa 3ala el3'eyab
الإثنين 10 مارس 2014, 10:54 pm من طرف رنيم
» هـــــام لجميع الأعضاء " مـوعـدْ للقــاء "
السبت 09 نوفمبر 2013, 9:42 am من طرف alloxlola
» سؤاااال محيرني ؟؟؟
الثلاثاء 07 مايو 2013, 11:15 pm من طرف Dante
» شعر من تأليفي على الإمتحانات
الجمعة 08 مارس 2013, 2:13 pm من طرف رنيم
» إحساس مؤلم!!!
الجمعة 15 فبراير 2013, 4:43 pm من طرف جوهرة القصر